TIMES JATIM, JOMBANG – style="text-align:right">جومبانج – في ظل تصاعد القلق العالمي من تداعيات الأزمة البيئية، احتضن المعهد العالي هاشم أشعري، التابع لمعهد تبويرنج الإسلامي بمحافظة جومبانج في جاوة الشرقية، مؤتمرًا دوليًا ناقش دور السنة النبوية في تقديم مقاربة إسلامية معاصرة لقضايا البيئة والتنمية المستدامة.
وانعقد المؤتمر العالمي الأول للتراث النبوي (MUTUN) 2025 يومي 13 و14 ديسمبر/كانون الأول، بمشاركة باحثين وأكاديميين من دول عربية وإسلامية وغربية، تحت شعار:
البيئة والسنة وأزمة البيئة العالمية: إسهام الحديث النبوي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs).
المؤتمر سعى إلى إعادة قراءة السنة النبوية في ضوء التحديات البيئية الراهنة، وربط التراث الإسلامي بالأجندات العالمية المعاصرة، وعلى رأسها أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة.
من التراث إلى الحلول المعاصرة
رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، الدكتور أحمد عبيدي حسب الله، أكد أن انعقاد MUTUN يأتي في لحظة عالمية حرجة، تتطلب إسهامًا أخلاقيًا وفكريًا من الأديان، وليس فقط من المؤسسات السياسية والاقتصادية.
وقال في تصريح للصحافة:
لا ينبغي أن يكون العالم الإسلامي مجرد متلقٍّ لآثار التغير المناخي وتدهور البيئة، بل فاعلًا في صياغة الحلول. السنة النبوية تزخر بقيم واضحة في حفظ الطبيعة، وترشيد الموارد، وبناء علاقة متوازنة بين الإنسان والبيئة.
وأوضح أن المؤتمر يطرح مفهوم «البيئة والسنة» (Eco-Sunnah) بوصفه إطارًا معرفيًا يستند إلى الأحاديث النبوية التي تناولت الماء، والأرض، والزراعة، والحياة البرية، معتبرًا أن هذه النصوص قادرة على الإسهام في النقاش العالمي حول الاستدامة.
قيم نبوية في قلب الأزمة البيئية
يرى منظمو المؤتمر أن كثيرًا من الأحاديث ذات الصلة بالبيئة ظلت مهمشة في الدراسات الإسلامية المعاصرة، رغم راهنيتها.
وأشار عبيدي إلى أن النبي محمد ﷺ قدّم نموذجًا عمليًا في التعامل مع الطبيعة، من خلال النهي عن تلويث المياه، وتحريم الإفساد في الأرض، والحث على غرس الأشجار حتى في أحلك الظروف.
وأضاف:
هذه ليست مواعظ أخلاقية مجردة، بل قواعد سلوكية قابلة للتحول إلى سياسات بيئية، إذا ما أُعيدت قراءتها في سياق العصر.
التعليم الديني ومسؤوليته العالمية
من جهته، شدد مدير المعهد العالي هاشم أشعري، الكيّاهي الحاج الدكتور أحمد رزيقي، على أن مؤسسات التعليم الديني مطالبة اليوم بالخروج من الأطر التقليدية، والانخراط في القضايا الإنسانية الكبرى.
وقال:
نريد أن نثبت أن علوم الحديث ليست حبيسة المساجد وقاعات الدرس، بل قادرة على تقديم إرشادات عملية لمواجهة التحديات العالمية، ومنها التدهور البيئي.
وأضاف أن المعهد يسعى إلى تخريج باحثين في الحديث يمتلكون حسًا إنسانيًا ووعيًا عالميًا، إلى جانب التمكن العلمي من السند والمتن.
أنشطة تمهيدية بُعدها علمي وروحي
سبق المؤتمر تنظيم سلسلة فعاليات علمية وروحية، تناولت موضوعات مثل:
التمويل الإسلامي وعلاقته بالتنمية المستدامة،
القضايا البيئية من منظور حديثي ومقاصدي،
جمع وختم الأحاديث النبوية المتعلقة بحماية البيئة.
وتهدف هذه الأنشطة، بحسب المنظمين، إلى ترسيخ البعد التطبيقي للأبحاث المقدمة، وربطها بالتقاليد التعليمية للمعاهد الإسلامية (البيسنترين).
مشاركة دولية واسعة
شهد المؤتمر مشاركة باحثين من إندونيسيا، ومصر، والمغرب، والولايات المتحدة، وماليزيا، وليبيا، والهند، وباكستان، ما أضفى عليه طابعًا دوليًا واضحًا.
ومن بين أبرز المتحدثين:
الدكتورة مريم آيت أحمد، أستاذة الحضارة الإسلامية بجامعة ابن طفيل في المغرب،
الشيخ الدكتور محمد بن يحيى النينوي، مؤسس معهد المدينة في الولايات المتحدة،
الشيخ أحمد محمد مبروك الحسيني، رئيس بعثة الأزهر الشريف في إندونيسيا.
ويأمل القائمون على المؤتمر أن تفضي مخرجاته إلى توصيات عملية، تُسهم في إدماج القيم الدينية في الجهود الدولية لمواجهة الأزمة البيئية، وتفتح آفاق تعاون بحثي عابر للحدود. (*)
| Pewarta | : Rohmadi |
| Editor | : Yusuf Arifai |